للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاختصاص، وهذا الذي ذكره في الحقيقة مستلزم (١) لذلك وملزوم له، فإن الكلام له اختصاص، فإن لم يكن بفاعله كان بمحله، والمعارضات واردة لا محالة.

وأجاب غيره عن أسماء (٢) العادل والمحسن ونحوهما بأن قالوا: العادل من تمام الأسماء عندنا، لأنه فاعل العدل، وإنما يشترط قيام العدل بالعادل منّالا (٣) من حيث كان فاعلًا للعدل، بل لخصوص وصف ذلك الفعل، فإن العدل قد يكون حركة أو سكونًا أو نحوهما، فمن ذلك الوجه يجب قيامه به، وكل معنى له ضد فشرط قيامه بالموصوف به، والذي يسمى عدلًا فينا من (٤) الأفعال، فله ضد وهو الجور، فمن ذلك يجب قيامه بالفاعل منا.

قلت: هذه فروق لا حقيقة لها عند التأمل، فإن قيام الكلام بالمتكلم، كقيام الفعل بالفاعل سواء، لا فرق بينهما في الشاهد، ولا في اللغة والاشتقاق، ولا في القياس العقلي، ولهذا عدل الرازي عن تقرير الطريقة المشهورة بأن (٥) المتكلم من قام به الكلام إذا (٦) كانت تحتاج إلى هذه المقدمة، وإلى نفي جواز كونه محلًا للحوادث، وأثبت ذلك بطريقة في غاية الضعف، وهي الإجماع الجدلي المركب (٧).


(١) في س، ط: يستلزم.
(٢) في س، ط: اسم.
(٣) في "س": مقالًا.
(٤) في س: في.
(٥) في س، ط: من أن.
(٦) في س: إذ.
(٧) أبو عبد الله الرازي، لم يعتمد في مسألة القرآن على الطريقة المعروفة للأشعري، وهي امتناع أن يحدث في نفسه كلام، لكونه ليس محلًا للحوادث، لأنه ضعف هذا الأصل، فلا يمكنه أن يبني عليه، وإنما أثبت ذلك بإجماع مركب فقرر أن الكلام له معنى غير العلم والإرادة، خلافًا للمعتزلة ونحوهم، =

<<  <  ج: ص:  >  >>