للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صوت القارئ، ومداد الكاتب، كلام الله الَّذي ليس بمخلوق، فقد أخطأ، وهذا الفرق الَّذي بينه الإمام أحمد لمن سأله، وقد قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (١)، فقال: هذا كلام الله غير مخلوق، فقال: نعم، فنقل السائل عنه أنَّه قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فدعا به وزبره زبرًا (٢) شديدًا، وطلب عقوبته وتعزيره، وقال أنا قلت لك: لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ فقال: لا، ولكن قلت لي لما قرأت: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (٣) هذا كلام الله غير مخلوق، قال: فلم تنقل عني ما لم أقله (٤)؟.


(١) سورة الصمد، الآية: ١.
(٢) زبره زبرًا شديدًا: أي: نهاه وانتهره.
والزبر: الزجر والمنع.
انظر: لسان العرب -لابن منظور - ٤/ ٣١٥ (زبر).
(٣) سورة الصمد، الآية: ١.
(٤) أورده نحوه أبو بكر الخلال في المسند من مسائل أبي عبد الله أحمد بن حنبل (السنة -مخطوط- اللوحة ١٩٦ - فقال: "أخبرني محمد بن علي الوراق، حدثنا صالح قال: تناهى إلى أبي أن أبا طالب يحكي عن أبي أنَّه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فأخبرت أبي بذلك.
فقال: من أخبرك؟
قلت: فلان.
قال: ابعث إلى أبي طالب، فوجهت إليه فجاء، وجاء فوران.
فقال له أبي: أنا قلت لك لفظي بالقرآن غير مخلوق؟! وغضب وجعل يرعد فقال: قرأت عليك {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فقلت لي: ليس هذا بمخلوق.
قال له: لم حكيت عني أني قلت اك: لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ وبلغني أنك وضعت ذلك في كتابك وكتبت به إلى قوم، فإن كان في كتابك فامحه أشد المحو، واكتب إلى القوم الذين كتبت إليهم أني لم أقل هذا، وغضب، وأقبل عليه فقال: تحكي عني ما لم أقل لك. فجعل فوران يعتذر إليه. . فعاد أبو طالب وذكر أنَّه حك ذلك من كتابه، وأنه كتب إلى القوم يخبرهم أنَّه وهم على أبي عبد الله".
يقول الذهبي -في سير أعلام النبلاء ١١/ ٢٨٨، ٢٨٩ - بعد ذكره لما تقدم: =

<<  <  ج: ص:  >  >>