للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متكلم بصوت، كما جاءت به الأحاديث الصحاح (١)، وليس ذلك كأصوات العباد، لا صوت القارئ ولا غيره، وأن الله ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فكما لا يشبه علمه وقدرته وحياته علم المخلوق وقدرته وحياته فكذلك لا يشبه كلامه كلام المخلوقين (٢)، ولا معانيه تشبه معانيه، ولا حروفه تشبه حروفه، ولا صوت الرب يشبه صوت العبد، فمن شبه الله بخلقه فقد ألحد في أسمائه وآياته [ومن جحد ما وصف به نفسه فقد ألحد في أسمائه وآياته] (٣) وقد كتبت في الجواب المبسوط المستوفي (٤) مراتب مذاهب


(١) فمن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن أنيس قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان".
صحيح البخاري ٨/ ١٩٤ كتاب التوحيد - باب قوله تعالى {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} الآية.
ومن ذلك -أيضًا- ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثًا إلى النار".
المصدر السابق: نفس الجزء والكتاب والباب ص: ١٩٥.
وتقدم نقل الشيخ -رحمه الله- عن البخاري في خلق أفعال العباد.
والإمام أحمد في الرد على الجهمية والزنادقة: أن الله يتكلم بصوت يليق بجلاله وعظمته لا يشبه صوت المخلوقين انظر ص: ٣٨٠ - ٣٨٤.
(٢) في س، ط: المخلوق.
(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من: س.
(٤) سوف يذكر الشيخ -رحمه الله- بعد قليل - أن هذا لفظ الجواب في الفتيا المصرية - ولعله المقصود هنا بالجواب المبسوط.
تقدم الكلام على الفتيا المصرية.
وانظر مذاهب الناس في هذه المسألة في:
مجموع فتاوى ابن تيمية ١٢/ ١٦٢ - ١٦٧.
وجامع الرسائل والمسائل -كتاب مذهب السلف القويم في تحقيق مسألة كلام =

<<  <  ج: ص:  >  >>