للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث، كحديث عرق الخيل (١)، والجمل الأورق (٢)، وغير ذلك مما


(١) حديث عرق الخيل الموضوع هو: أن ابن الثلجي روى عن حبان بن هلال عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله خلق الفرس فأجراها فعرقت ثم خلق نفسه منها".
ويقول أبو عبد الله الجوزقاني في كتابه "الأباطيل والمناكير" ١/ ٥٧، بعد ذكره لهذا الحديث: "هذا حديث موضوع، باطل كفر، لا أصل له عند العلماء، ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا رواه عنه أبو هريرة، وأبو المهزم وإن كان متروكًا فلا يحتمل مثل هذا, ولا حماد بن سلمة يستجيز أن يروي عنه مثل هذا الحديث، ولا يعرف له أصل في كتاب حبان بن هلال، فإنما العمل فيه على محمَّد بن شجاع الثلجي".
ويقول الذهبي -رحمه الله- في "ميزان الاعتدال" ٣/ ٥٧٨، ٥٧٩: "هذا مع كونه من أبين الكذب هو من وضع الجهمية ليذكروه في معرض الاحتجاج به على أن نفسه اسم لشيء من مخلوقاته، فكذلك إضافة كلامه إليه من هذا القبيل إضافة ملك وتشريف، كبيت الله، وناقة الله، ثم يقولون: إذا كانت نفسه -تعالى- إضافة ملك فكلامه بالأولى".
وبكل حال فما عد مسلم هذا في أحاديث الصفات، تعالى الله عن ذلك.
وقد بين ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه " نقض المنطق ص: ١١٩ " أن غالية المثبتة يروون أحاديث موضوعة في الصفات كحديث عرق الخيل ونزوله عشية عرفة على الجمل الأورق حتى يصافح المشاة ويعانق الركبان وتجليه لنبيه في الأرض، أو رؤيته له على كرسي بين السماء والأرض، أو رؤيته إياه في الطواف، أو في بعض سكك المدينة، إلى غير ذلك من الأحاديث الموضوعة".
ثم يقول الشيخ -رحمه الله-: "فقد رأيت من ذلك أمورًا من أعظم المنكرات والكفران، وأحضر لي غير واحد من الناس من الأجزاء والكتب ما فيه من ذلك ما هو من الافتراء على الله وعلى رسوله، وقد وضع لتلك الأحاديث أسانيد".
وراجع ما ذكره العلماء عن هذا الحديث الموضوع، والمنسوب إلى أهل السنة للنيل منهم والتشنيع عليهم في: -الأسماء والصفات- للبيهقي- ص: ٣٧٢، ٣٧٣.- الموضوعات -لابن الجوزي- ١/ ١٠٥، ١٠٦.- لسان الميزان -لابن حجر- ٢/ ٢٣٩، ٢٤٠.-رد الإِمام الدارمي على بشر المريسي- ص: ١٤٣.
(٢) الأورق من الإبل: الذي في لونه بياض إلى سواد، والورقة: سواد في غبرة، وقيل: سواد وبياض، كدخان الرمث يكون ذلك من أنواع البهائم، وأكثر ذلك =

<<  <  ج: ص:  >  >>