للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومصر، بل أنكر ذلك شخص (١) في زمن الإِمام أحمد (وهو أول الأزمنة) (٢) التي (٣) نبعت (٤) فيها البدع بإنكار ذلك على الخصوص، وإلا فقبله قد نبع من أنكر ذلك وغيره، فهجر أهل الإِسلام من أنكر ذلك، وصار بين المسلمين كالجمل الأجرب.

فإن أراد الحالف ما هو المنقول عن السلف نقلًا صحيحًا، فلا حنث عليه.

قلت: وأما حلفه أن الرحمن على العرش استوى، على ما يفيده


(١) لعل الشيخ -رحمه الله- يقصد: الحسين بن علي الكرابيسي، وكانت بينه وبين الإِمام أحمد -رحمه الله- صداقة وكيدة، كما يقول ابن عبد البر، لكنها عادت عداوة بسبب مخالفة الكرابيسي للإمام أحمد -رحمه الله- في القرآن، فكان الإِمام أحمد يقول: من قال: القرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق ولا مخلوق فهو واقفي، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع.
وكان الكرابيسي وعبد الله بن كلاب، وأبو ثور وداود بن علي وطبقتهم يقولون: إن القرآن الذي تكلم الله به صفة من صفاته، لا يجوز عليه الخلق، وإن تلاوة التالي وكلامه بالقرآن كسب له وفعل له، وذلك مخلوق، وإنه كحكاية عن كلام الله، وليس هو القرآن الذي تكلم الله به، وشبهوه بالحمد والشكر لله، وهو غير الله، فكما يؤجر في الحمد والشكر والتهليل والتكبير، فكذلك يؤجر في التلاوة.
وهجرت الحنبلية أصحاب الإِمام أحمد حسينًا الكرابيسي وبدعوه وطعنوا عليه وعلى كل من قال بقوله في ذلك.
راجع: الانتقاء -لابن عبد البر- ص: ١٠٦.
أما الذهبي -رحمه الله- فيقول: "إنه أول من فتق اللفظ ونقل أن الكرابيسي يقول في القرآن: لفظي به مخلوق، فبلغ قوله أحمد فأنكره وقال: هذه بدعة".
انظر: سير أعلام النبلاء - ١٢/ ٨٠، ٨١.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والمجموع.
(٣) التي: ساقطة من: س.
(٤) في الأصل: نفت. والمثبت من: س، ط، والمجموع.

<<  <  ج: ص:  >  >>