للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: ما أحسن ما تكلم! عافاه الله! ولم ينكر منه شيئًا.

وقال الإِمام أبو عبد الله البخاري: صاحب الصحيح في "كتاب خلق الأفعال" (١):

"ويذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أن الله ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب" (٢) فليس هذا لغير الله -عَزَّ وَجَلَّ.

قال البخاري (٣): وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق؛ لأن صوت الله يسمع من بعد كما يسمع من قرب، وأن الملائكة يصعقون من صوته، فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا، وقال: لا تجعلوا لله ندًّا (٤)، فليس لصفة الله ند ولا مثل، ولا يوجد شيء من صفاته في المخلوقين.

حدثنا به داود بن شيبة (٥)، حدثنا همام، أنبأنا (٦) القاسم بن عبد الواحد، حدثني عبد الله بن محمَّد بن عقيل أن جابر بن عبد الله حدثهم


= عبد الوهاب قد تكلم وقال: من زعم أن الله كلم موسى بلا صوت فهو جهمي عدو الله وعدو الإِسلام - فتبسم أبو عبد الله وقال: ما أحسن ما قال! عافاه الله".
٤ - الأسلوب ركيك لا يماثل أسلوب المخطوطة.
(١) خلق أفعال العباد- ص: ٩٨ - ١٠٠.
(٢) تقدم تخريجه ص: ٤٣٠، ٥٤٢ بلفظ "يحشر الله العباد فيناديهم بصوت. . ".
(٣) في خلق أفعال العباد: قال أبو عبد الله.
(٤) في خلق أفعال العباد: وقال عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا}.
(٥) في خلق أفعال العباد: شيبة. وهو خطأ.
هو: أبو سليمان داود بن شبيب الباهلي البصري، روى عنه البخاري وأبو داود وغيرهما.
قال أبو حاتم: صدوق. توفي سنة ٢٢٢ هـ.
راجع: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- ١/ ٢ / ٤١٥ ت: ١٨٩٩.
وتهذيب التهذيب -لابن حجر- ٣/ ١٨٧.
(٦) في ط: أخبرنا. وفي خلق أفعال العباد: ثنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>