للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلامًا على التحقيق امتنع منكم حينئذ إثبات وجوده ودعوى أنَّه هو الكلام على التحقيق، وذلك أنهم يحتجون على وجوب الصدق لله بأنَّ الكلام النفساني يمتنع فيه الكذب لوجوب (١) العلم لله وامتناع الجهل، وهذا الدليل قد ذكره جميع أئمتهم حتَّى الرازي ذكره، لكن قال: إنَّما يدل على صدق الكلام النفساني لا على صدق الحروف الدالة عليه، وإن (٢) جاز أن يتصف الحي بحكم نفساني لا يعلمه ولا يعتقده ولا يظنه بل يعلم خلافه امتنع حينئذ أن يقال: الحكم النفساني مستلزم للعلم أو أنَّه -يمتنع أن يكون بخلاف العلم فيكون كذبًا، وهذا الذي قالوه تناقض في عين الشيء ليس تناقضًا من جهة اللزوم، فإنهم لما أثبتوا أن معنى الخبر ليس هو العلم أثبتوا حكمًا نفسانيًّا ينافي العلم فيكون كذبًا ويكون مع عدم العلم، ولما أثبتوا الصدق قالوا: إن معنى الخبر الذي هو الحكم النفساني يمتنع أن يحقق (٣) بدون العلم أو خلافه فيمتنع أن يكون كذبًا.

قال أبو القاسم الأنصاري (٤): شيخ الشهرستاني، وتلميذ أبي المعالي في شرح الإرشاد:

فصل: كلام الله صدق، والدليل عليه إجماع المسلمين والكذب


= وقد صححها ناسخها في الهامش كما أثبته.
وفي ط: انقسم.
(١) في الأصل: لوجود. وأئبت ما رأيته مناسبًا من: س، ط.
(٢) في س، ط: إذا.
(٣) في ط: يتحقق.
(٤) هو: أبو القاسم سليمان بن ناصر بن عمران الأنصاري الجويني الشَّافعي من أهل نيسابور، توفي سنة ٥١٢ هـ. من مؤلفاته: شرح الإرشاد -لأستاذه إمام الحرمين في علم الكلام، ولم تذكر الكتب التي عرفت به شيئًا عن هذا الكتاب.
راجع: طبقات الشَّافعية -للسبكي- ٧/ ٩٦ - ٩٩. ومعجم المؤلفين -لكحالة - ٤/ ٢٤٠. والإعلام -للزركلي- ٣/ ٢٠٠. وكشف الظنون -لحاجي خليفة - ١/ ٦٨. وهداية العارفين -للبغدادي- ١/ ٣٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>