للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصحابه، وبقريب (١) من هذا كان يقول (٢) الإمام أبو محمد عبد الله بن سعيد القطان (٣) من متقدمي أصحابنا.

ونحن نقول: من أتى بالتصديق بالقلب واللسان فهو المؤمن باطنًا وظاهرًا، ومن صدق بقلبه وامتنع من الإقرار فهو معاند كافر، يكفر كفر عناد، ومن أقر بلسانه وجحد بقلبه فهو كافر عند الله وعند نفسه، ويجري عليه أحكام الإيمان لما أظهر (٤) من علامات الإيمان.

ومن أصحابنا من جعل الممعارف مجموعة تصديقًا واحدًا، أو هو المعرفة بالله وصفاته ورسوله وبأن دين الإسلام حق.

قال (٥): "وهذه الجملة تصديق واحد"، ثم قال: "هذا ما ذكره أبو القاسم الإسفرائيني".

قلت: ليس المقصود هنا بيان ما ذكروه من قول الجهمية والمرجئة في الإيمان، وما في ذلك من التناقض، حيث جَعْله التصديق الَّذي في القلب، ثم سلبه عمن ترك النطق عنادًا، وأن عنده كلما سمي كفرًا فلأنه مستلزم لعدم هذا التصديق، ولكن دلالته على العدم تعلم تارة بالعقل وتارة بالشرع، لأن ما يقوم بالقلب من الاستكبار على الله والبغض له ولرسوله (٦) ونحو ذلك يكون هو في نفسه كفرًا وما ذكروه من التصديق


= المفسر. قال عنه الحاكم: إمام عصره في معاني القرآن. توفي سنة ٢٨٢ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء -للذهبي- ١٣/ ٤١٤ - ٤١٦. ولسان الميزان -لابن حجر- ١/ ٣٠٧، ٣٠٨. وطبقات المفسرين -للداودي- ١/ ١٥٩، ١٦٠.
(١) في الأصل: تقريب. وفي ط: ويقرب. والمثبت من: س. وهو المناسب للسياق.
(٢) في س: كأنه يقول. وفي ط: ما كان يقوله.
(٣) وهو: ابن كلاب. وقد تقدم التعريف به ص: ١٦٩.
(٤) في الأصل، س: ظهر. وأثبت المناسب للكلام من: ط.
(٥) القائل: أبو القاسم الأنصاري.
(٦) في س، ط: ولرسله.

<<  <  ج: ص:  >  >>