للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إثبات اللفظ له، وإنما اللفظ المطلق من القول والنطق والكلام ونحو ذلك يتناولهما جميعًا، كما أن لفظ الإنسان يتناول الروح والبدن جميعًا، وإن كان أحدهما قد يسمى بالاسم مفردًا، ومن لم يسلك هذا المسلك انهالت (١) عليه الحجج لما نفاه من الحق، فإن دلالة الأدلة الشرعية واللغوية والعرفية على شمول الاسم لهما، وعلى تسمية أحدهما به أكثر من أن تحصر.

لكن هذا النطق والكلام الَّذي هو معنى الخبر القائم بالنفس هل هو شيء مخالف للعلم (٢) ممكن أن يكون ضدًّا له؟ أو هو هو؟ أو هو مستلزم (٣) له؟ فدعوى إمكان مضادته للعلم (٤) مما يحس الإنسان بنفسه (٥) خلافه، ودعوى مغايرته للعلم -أيضًا- فإن الإنسان لا يحس من نفسه بنسبتين جازمتين كل منهما يتناول المفردين أحدهما علم والأخرى غير العلم (٦).

ولهذا لم يتنازع في ذلك لا المسلمون (٧) ولا من قبلهم من الأمم، حتَّى أهل المنطق الذين يثبتون نطق النفس ويسمونها النفس الناطقة هم عند التحقيق يردون ذلك إلى العلم والتمييز (٨).

ولهذا لما أراد حاذق الأشعرية المستأخرين أبو الحسن الآمدي (٩)


(١) في جميع النسخ: وإلا انهالت. والكلام يفهم بدون: وإلا.
(٢) في الأصل: للعالم. وهو تصحيف. والمثبث من: س، ط.
(٣) نهاية التمزق الَّذي أشرنا إلى بدايته في الحاشية (٥) من الصفحة السابقة.
(٤) في الأصل: العالم. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط.
(٥) في الأصل: لنفسه. وأثبت المناسب للسياق من: س، ط.
(٦) في ط: علم.
(٧) في ط: المسلمين.
(٨) راجع رأيهم في النفس الناطقة، وحججهم في المواقف -للآيجي- ص: ٢٥٨، ٢٥٩.
(٩) هو: أبو الحسن علي بن أبي علي محمد بن سالم الثعلبي الآمدي، الملقب =

<<  <  ج: ص:  >  >>