للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له قائمة به، وإنه قديم بكلامه، وإن كلامه قائم به، كما أن العلم قائم به، والقدرة قائمة به، وهو قديم بعلمه وقدرته، وإن الكلام ليس بحرف (١) ولا صوت، ولا ينقسم ولا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتغاير، وإنه معنى واحد (٢) بالله تعالى، وإن الرسم هو الحروف المتغايرة، وهو قراءة القارئ (٣)، وإنه خطأ (٤) أن يقال: إن كلام الله هو هو أو بعضه أو غيره، وإن العبارات عن كلام الله تختلف وتتغاير [وكلام الله ليس بمختلف ولا متغاير، كما أن ذكرنا لله مختلف ومتغاير] (٥) والمذكور لا يختلف ولا يتغاير وإنما سمي كلام الله عربيًّا، لأن الرسم الَّذي هو العبارة عنه -وهو قراءته- عربي فسمي عربيًّا لعلة، وكذلك سمي عبرانيًّا لعلة (٦)، وكذلك سمي أمرًا لعلة، وسمي نهيًا لعلة، وخبرًا لعلة، ولم يزل الله متكلمًا قبل أن يسمي كلامه أمرًا، وقبل وجود العلة التي بها (٧) سمى الله (٨) كلامه أمرًا، وكذلك القول في تسميته نهيًا (٩) وخبرًا، وأنكر أن يكون البارئ لم يزل مخبرًا ولم يزل ناهيًا".

ثم يقال: ولو قدر أنَّه لم يحدثه، فلا ريب أنَّه (١٠) معنى خفي مشكل متنازع في وجوده، وإنما يتصور وجوده بالأدلة الخفية، وإذا كان


(١) في المقالات: بحروف.
(٢) في ط: واحد قائم.
(٣) في المقالات: القرآن.
(٤) في س: خط. وهو تصحيف.
(٥) ما بين المعقوفتين ساقط من: س.
وقد ورد في المقالات:. . . ذكرنا لله يختلف ويتغاير.
(٦) في المقالات:. . . لعلة وهي أن الرسم الَّذي هو عبارة عنه عبراني. . .
(٧) في المقالات: لها.
(٨) لفظ الجلالة: لم يرد في: س، ط، والمقالات.
(٩) في المقالات: تسمية كلامه نهيًا.
(١٠) في الأصل: أن. وأثبت ما يستقيم به الكلام من: س، ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>