للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينكرون عذاب القبرر (١)،، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم".

وفروع الجهمية لا يقبلون شهادة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رووه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يأتمون بكتاب الله، وفيهم من هو في بعض المواضع شر من المعتزلة، ولكن المعتزلة هم أصلهم في الجملة، وفي هؤلاء من لا يرى التكفير والسيف كما تراه المعتزلة والرافضة، وهو قول الخوارج، ولهذا كثيرًا (٢) ما يكون أهل البدع، مع القدرة (٣) يشبهون الكفار في استحلال قتل المؤمنين وتكفيرهم، كما يفعله الخوارج والرافضة والمعتزلة والجهمية وفروعهم، لكن فيهم من يقاتل بطائفة ممتنعة كالخوراج والزيدية، ومنهم من يسعى في قتل المقدور عليه من مخالفيه، إما بسلطانه،


(١) من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بعذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلًا ويثبتونه من غير تكييف، فليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول، ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول، فإن عودة الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا، بل تعاد الروح إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا.
انظر: بتصرف: شرح الطحاوية - ص: ٤٥٠ - ٤٥١.
يقول ابن القيم -رحمه الله- في كتابه "الروح" ص: ٨٥: "ومما ينبغي أن يعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ، فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه، قبر أو لم يقبر، فلو أكلته السباع أو حُرّق حتَّى صار رمادًا ونسف في الهواء أو صلب أو غرق في البحر وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى المقبور". وقد تواترت الأحاديث بثبوت عذاب القبر ونعيمه ولا ينكره إلّا معاند مكابر.
انظر: السنة -لابن أبي عاصم- ٢/ ٤١٥ - ٤٢٥. والشريعة -للآجري- ص: ٣٥٨ - ٣٦٤.
(٢) في س: كثير.
(٣) أي: القدرة على مخالفيهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>