للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس وعبادهم، ووقع تعظيمهم في نفوس طوائف كثيرة من العلماء والعباد والملوك تقليدًا وتعظيمًا لقولهم من غير فهم لقولهم.

فكل مسلم بل كل عاقل إذا فهم قولهم حقيقة، علم أن القوم جاحدون للصانع مكذبون بالرسل والشرائع مفسدون للعقل والدين [و] (١) ليس الغرض هنا (٢) الكلام فيهم فإن الأشعرية لا تقول بهذا -وحاشاها من هذا- بل هم من أعظم الناس تكفيرًا ومحاربة لمن هو أمثل من هؤلاء، وإنما هؤلاء من جنس القرامطة والباطنية.

ومن قال من أهل الكلام من المعتزلة والأشعرية ومن الفلاسفة: ليس بمنقسم فإن هذا المعنى هو أظهر فسادًا عندهم من أن يكون هو مرادهم، بل يريدون أنه موجود في الخارج متميز بنفسه، وأنه مع ذلك ليس له أجزاء وأبعاض، وقد يقول نفاة الصفات من الفلاسفة وغيرهم كابن سينا وغيره: إن واجب الوجود ليس له أجزاء، لا (٣) أجزاء حد ولا أجزاءَ كَمٍّ ومراده بذلك أنه ليس له صفة كالعلم والقدرة، ولا بعض كالجسم (٤)، وهو يقول: إنه موجود متميز عن الممكنات، ولكن يقول


= يقول ابن كثير: "وقد نسب هذا الرجل إلى عظائم في الأقوال والاعتقاد في الحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض". توفي سنة ٦٩٠ هـ.
انظر: فوات الوفيات -لابن شاكر- ٢/ ٧٢ - ٧٦. والبداية والنهاية -لابن كثير- ١٣/ ٣٠٩. وشذرات الذهب -لابن العماد- ٥/ ٤١٢، ٤١٣.
(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٢) في جميع النسخ "هذا" ولعل الصواب ما أثبته.
(٣) في الأصل، س: إلا.
(٤) ابن سينا وأتباعه يسمون نفي الصفات والأفعال القائمة بذات الله تعالى توحيدًا لأن إثبات ذلك يؤدي إلى التركيب والتجسيم - بزعمهم.
وقد قال ذلك موافقة للمعتزلة، فتناقضت عليه أصوله. ولشيخ الإِسلام -رحمه الله- كلام لطيف حول هذا الموضوع، يمكن الاطلاع عليه في "درء تعارض العقل والنقل" ٨/ ٢٣٩ - ٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>