للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما يقوله أبو الهذيل (١): إن العلم والقدرة هو الله ونحو ذلك، فمن المعلوم أن فساد هذا من أظهر البديهيات (٢) في العقول، ثم إذا التزموا ذلك كان لكل من نازع أن يقول فيما أنكروه كما قالوه فيما أقروا به، فيقول المجسم: أنا أقول إن هذا الجانب هو هذا (٣) الجانب، كما يقوله من يقول مثل ذلك في الجوهر الفرد (٤)، ويقول الصفاتية


= والسلبية لا توجب كثرة في ذاته، وكيفية صدور الأفعال عنه، ثم ذكر فلسفة ابن سينا في العقل والعاقل والمعقول في ص: ١٨٤، ١٨٥.
وانظر ما قاله ابن سينا في واجب الوجود في المصدر السابق، نفس الجزء ص: ١٨١ - ١٨٤.
(١) هو: أبو الهذيل محمَّد بن الهذيل العلاف -تقدم التعريف به، تفرد بأشياء منها- كما يقوله أبو القاسم البلخي: ". . . والذي تفرد به تجويز فناء القدرة على العقل في حاله، وأن أهل الجنة مضطرون إلى أفعالهم، وأن العمل قد يكون طاعة، وأن العامل لا يريد الله به، وأن علم الله هو الله، وكذلك قدرة الله هي الله".
طبقات المعتزلة -باب ذكر المعتزلة من مقالات الإِسلاميين- للبلخي - ص: ٦٥.
وقد أورد البغدادي في "الفرق بين الفرق" ما تفرد به أبو الهذيل من أقوال وناقشها ورد عليها. ص: ١٢٢ - ١٣٠.
(٢) في س: البديهات.
(٣) في س: هذ.
(٤) الجوهر الفرد: هو الجزء الذي لا يتجزأ.
يقول الآمدي في كتابه المبين في شرح معاني ألفاظ الحكماء والمتكلمين ص: ١٠٩، ١١٠، "وأما الجوهر: فعلى أصول الحكماء ما وجوده لا في موضوع، والمراد بالموضوع: المحل المقوم بذاته، المقوم لما يحل فيه، وينقسم إلى بسيط ومركب، أما البسيط: فهو العقل والنفس والمادة والصورة.
وأما المركب: فهو الجسم، وهو عبارة عن جوهر قابل للتجزئة في ثلاث جهات متقاطعة تقاطعا تامًّا. . .
وأما على أصول المتكلمين: فالجوهر عبارة عن المتحيز، وهو ينقسم إلى بسيط ويعبر عنه بالجوهر الفرد، وإلى مركب وهو الجسم.
فأما الجوهر الفرد: فعبارة عن جوهر لا يقبل التجزيء لا بالفعل ولا بالقوة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>