للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من غير أن يتصف المحل (١) بحكمة، لجاز شاهدًا قيام أقوال وعلوم وإرادات بمحال من غير أن تتصف (٢) المحال بأحكام مركبة على (٣) المعاني، وذلك يخلط الحقائق ويجر إلى الجهالات.

ثم نقول لهم: إذا جوزتم [قيام ضروب من الحوادث بذاته فما المانع من تجويز] (٤) قيام أكوان (٥) حادثة بذاته على التعاقب؟ وكذلك سبيل الإلزام فيما يوافقوننا على استحالة قيامه به من الحوادث، ومما يلزمهم [تجويز] (٦) قيام قدرة حادثة وعلم حادث [بذاته على حسب أصلهم في القول والإرادة الحادثتين، ولا يجدون بين ما] (٧) جوزوه (٨) وامتنعوا منه فصلًا.


(١) المحل: ساقطة من: الإرشاد.
(٢) في الأصل: يتصف. والمثبت من: س، ط، والإرشاد.
(٣) في الإرشاد: بأحكام موجبة عن. . .
(٤) ما بين القوسين ساقط من: الإرشاد.
(٥) في الإرشاد: ألوان.
وسوف ترد لفظة "الألوان" و"الأكوان" كثيرًا في الصفحات القادمة لذا رأيت أن أثبت النقل التالي من الإرشاد لأبي المعالي -الجويني- ص: ١٧ - ليتضح المراد باللفظتين وغيرهما من الألفاظ عندهم، يقول: "فمما يستعملونه، وهو منطوق به لغة وشرعًا: العالم وهو كل موجود سوى الله تعالى، وصفة ذاته، ثم العالم جواهر وأعراض فالجوهر هو المتحيز، وكل ذي حجم متحيز.
والعرض: هو المعنى القائم بالجوهر، كالألوان والطعوم والروائح والحياة والموت، والعلوم والإرادات، والقدر، القائمة بالجواهر.
ومما يطلقونه: الأكوان وهي الحركة والسكون والاجتماع والافتراق، ويجمعها ما يخصص الجوهر بمكان أو تقدير مكان".
(٦) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والإرشاد.
(٧) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والإرشاد.
(٨) في الأصل: وجوزوه. والكلام يستقيم بدون الواو.

<<  <  ج: ص:  >  >>