للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك وجعل ذلك من التوحيد، هو من قول أهل الباطل، فكيف بمن جعله أصل الدين، كما قال شيخ الإسلام (١):

"سمعت أحمد بن الحسن، أنبأ الأشعث، يقول: قال رجل لبشر بن أحمد أبي سهل الإسفرائيني: إنما أتعلم الكلام لأعرف به الدين. فغضب، وسمعته قال: أو كان السلف من علمائنا كفارًا؟ ".

وقال أبو عمر بن عبد البر (٢): "الذي أقول: إنه إذا نظر إلى إسلام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وسعيد وعبد الرحمن، وسائر (٣) المهاجرين والأنصار، وجميع الوفود الذين دخلوا في دين الله أفواجًا، علم أن الله -عزَّ وجلَّ- لم يعرفه واحد منهم إلّا بتصديق النبيين وبأعلام (٤) النبوة ودلائل الرسالة، لا من قبل حركة ولا سكون (٥)، ولا من باب البعض والكل (٦)، ولا من باب كان ويكون، ولو كان النظر في الحركة والسكون عليهم واجبًا، وفي الجسم ونفيه والتشبيه (٧) ونفيه لازمًا ما أضاعوه، ولو أضاعوا الواجب لما (٨) نطق القرآن بتزكيتهم وتقديمهم، ولا أطنب في مدحهم وتعظيمهم، ولو كان ذلك من علمهم (٩) مشهورًا، ومن أخلاقهم معروفًا، لاستفاض عنهم واشتهروا به


(١) في ذم الكلام -لأبي إسماعيل الهروي- مخطوط- الجزء السادس الطبقة الثامنة، اللوحة: ٤٣.
وانظر: صون المنطق والكلام -للسيوطي- ص: ٧٧.
(٢) في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد -لابن عبد البر- ٧/ ١٥٢.
(٣) في التمهيد: وعلي وطلحة وسعد وعبد الرحمن وسائر. .
(٤) في التمهيد: النبيين بأعلام.
(٥) ولا مسكون: ساقطة: من التمهيد.
(٦) في التمهيد: الكل والبعض.
(٧) في س، ط: وفي التشبيه.
(٨) في التمهيد: ما.
(٩) في التمهيد: عملهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>