للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسماء تدل على مسمى واحد بنعوت الجلال (١)؟


= لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلّا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة.
صحيح البخاري ٣/ ١٨٥ كتاب الشروط -باب ما يجوز من الاشتراط. . . ٨/ ١٦٩ كتاب التوحيد- باب إن لله مائة اسم إلا واحدًا.
وبلفظ البخاري رواه مسلم -أيضًا- في صحيحه ٤/ ٢٠٦٣ - نفس الكتاب والباب السابقين.
والترمذي في سننه ٥/ ٥٣٠ كتاب الدعوات -باب حدثنا يوسف بن حماد البصري، الحديث / ٣٥٠٦. وأحمد في مسنده ٢/ ٥٠٣، ٥١٦.
وهذا الحديث لا يدل على حصر أسماء الله تعالى بعدد معين، ولو كان المراد الحصر لقال: إن أسماء الله تسعة وتسعون اسمًا.
ومعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة، وعلى هذا فيكون قوله: (من أحصاها دخل الجنة) جملة مكملة لما قبلها، وليست مستقلة كما تقول: "عندي ألف درهم أعددتها للحج" فهذا لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للحج.
فالتقيد بالعدد هو الموصوف بهذه الصفة، لا في أصل استحقاقه لذلك العدد.
ومما يدل على أن أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد، ما رواه أحمد في مسنده ١/ ٤٥٢: عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن: اللهم إني عبدك وابن عبدك، ابن أمتك؛ ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي. . . ".
فهذا يدل على أن لله أسماء فوق تسعة وتسعين، يحصيها بعض المؤمنين، وأما ما استأثر الله تعالى به في علم الغيب، فلا يمكن لأحد حصره ولا الإحاطة به. والله أعلم.
انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية- ٦/ ٣٧٩ - ٣٨٢. ودرء تعارض العقل والنقل ٣/ ٣٣٢، ٣٣٣. والقواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى لابن عثيمين ص: ١٣ - ١٦.
(١) في الأسنى: وإنما هي تسميات متعددة بألفاظ مختلفة دالة على مسمى واحد بنعوت الجلال.

<<  <  ج: ص:  >  >>