للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشارك (١) [الاسم] (٢) الاسم في مسماه، فإن آية الكرسي مثلًا، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ونحوهما دالة على المعنى القائم بالنفس المتعلق بصفات الله تعالى، وآية (٣) الدين، وسورة تبت يدا أبي لهب وغيرهما، لهما معان أخر من ذم بعض المخلوقين، والأمر ببعض الأفعال (٤)، وليس ذم هذا المخلوق والخبر عنه هو مدح الله والثناء عليه ولا معنى هذا هو معنى هذا، ولا بينهما قدر يشترك (٥) في الخارج أصلًا كما بين الاسمين إذ مسماهما واحد موجود، وأما معنى هاتين الآيتين فليس هو واحدًا (٦) أصلًا، بل هذا المعنى ليس هو هذا المعنى بوجه من الوجوه، نعم يشتركان (٧) في كون كل منهما كلامًا للمتكلم [ومعناه، فلفظ معنى ولفظ يقوم به] (٨) وهذا كاشتراك الحياتين في أن هذه حياة وهذه حياة، واشتراك الموجودين في أن هذا وجود وهذا وجود، وهذا الاشتراك لا يقتضي أن أحدهما هو الآخر في الخارج أصلًا، فكذلك معاني هذه العبارات لا تقتضي أن أحدهما هو الآخر (٩) في الخارج أصلًا، وهذا معلوم بالفطرة البديهية (١٠)، وفهمه سهل على من تدبره، ومن جحد هذا كان من أظهر الجاحدين للمعارف الفطرية الضرورية، وإن سقطت


(١) في الأصل: يشاركه.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٣) في ط: وسورة.
(٤) في الأصل: الأحوال فعال. والمثبت من: س، ط.
(٥) في س، ط: مشترك.
(٦) في الأصل، س: واحد. والمثبت من: ط.
(٧) في س: يشركان.
(٨) ما بين المعقوفتين ساقط من: ط.
(٩) في س: إحداها هو الآخر. وفي ط: إحداها هي الأخرى.
(١٠) في س: البديهة.

<<  <  ج: ص:  >  >>