للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلاف في فرقهم الثلاث، منهم من يقول بالاتحاد بالمسيح، ومنهم من يقول بالحلول فيه، فيقول هؤلاء: من الطوائف الثلاثة من يقول (١) بالحلول، وأن اللاهوت (٢) حل في الناسوت، وقالوا: هذا قول الأكثر منهم، فهما جوهران وطبيعتان وأقنومان، كالجسد والروح، وأما من فسر ذلك بظهور اللاهوت في الناسوت، فهذا ليس من هؤلاء.

وذكر طوائف من المتكلمين كابن الزاغوني عنهم أنهم جميعًا يقولون بالاتحاد والحلول لكن الاتحاد في المسيح والحلول في مريم، فقالوا: اتفقت طوائف النصارى على أن الله جوهر واحد ثلاثة أقانيم (٣)، وأن كل واحد من الأقانيم جوهر خاص يجمعها الجوهر العام، وذكروا اختلافًا بينهم (٤).

ثم قالوا: وزعموا أن الجوهر هو الأب، والأقانيم الحياة وهي روح القدس، والعلم القدرة، وأن الله اتحد بأحد الأقانيم (الذي) (٥)


(١) في ط: ومنهم من يقول. فأضاف كلمة "منهم". ولا يقتضيها السياق.
(٢) في الأصل: الناهوت. وهو خطأ. والمثبت من: س، ط.
(٣) أقول: وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه القيم "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" ٣/ ١٤١ - الذي تولى فيه الرد على النصارى، وتشنيع أقوالهم: "إنه ليس في كلام الأنبياء -لا المسيح ولا غيره- ذكر أقانيم لله، لا ثلاثة ولا أكثر، ولا إثبات ثلاث صفات، ولا تسمية شيء من صفات الله، ابنا لله، لا ربًّا، ولا تسمية حياته روحًا، ولا أن لله ابنًا هو إله حق من إله حق من جوهر أبيه، وإنه خالق، كما أن الله خالق، إلى غير ذلك من الأقوال المتضمنة لأنواع من الكفر، لم تنقل عن نبي من الأنبياء".
(٤) الاختلاف ذكره الشيخ -رحمه الله- في المصدر السابق ٢/ ٣٠٩، ٣١٠ فقال: "ثم اختلفوا، فقال بعضهم: إن الأقانيم مختلفة في الأقنومية، متفقة في الجوهر.
وقال آخرون: ليست مختلفة في الأقنومية، بل متغايرة. وقال فريق منهم: إن كل واحد منها لا هو الآخر، ولا هو غيره، وليست متغايرة ولا مختلفة".
(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والجواب الصحيح ٢/ ٣١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>