للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} (١)، وقد ذكر [المفسرون أن] (٢) هذا إخبار بتفرقهم إلى هذه الأصناف الثلاثة وغير ذلك (٣).

وقد أخبر سبحانه (٤) عقب قوله {ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} بما يقتضي أن هؤلاء اتخذوه ولدًا بقوله (٥): {وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ} (٦).

وقد (٧) ذكر -أيضًا- ما يقتضي أن قولهم: إن الله هو المسيح بن مريم من الشرك، فقال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ


(١) سورة المائدة، الآية: ١٤.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٣) يقول ابن جرير الطبري في تفسيره ٦/ ١٥٩ بعد أن ذكر القولين في صفة إغراء الله بينهم العداوة والبغضاء: "وأولى التأويلين في ذلك عندنا بالحق، تأويل من قال: أغرى بينهم بالأهواء التي حدثت بينهم، كما قال إبراهيم النخعي، لأن عداوة النصارى بينهم إنما هي باختلافهم في قولهم في المسيح، وذلك أهواء لا وحي من الله".
ونقل القرطبي في تفسيره ٦/ ١١٨ عن الربيع بن أنس أن المقصود افتراق النصارى خاصة، لأنهم أقرب مذكور، وذلك أنهم افترقوا إلى اليعاقبة والنسطورية والملكانية، أي: كفر بعضهم بعضًا.
ويقول ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٣٣، أي: فألقينا بينهم العداوة والبغضاء لبعضهم بعضًا، ولا يزالون كذلك إلى قيام الساعة، ولذلك طوائف النصارى على اختلاف أجناسهم لا يزالون متباغضين متعادين يكفر بعضهم بعضًا، فكل فرقة تَحْرِم الأخرى ولا تدعها تلج معبدها، فالملكية تكفر اليعقوبية، وكذلك الآخرون، وكذلك النسطورية والآريوسية كل طائفة تكفر الأخرى في هذه الدنيا ويوم يقوم الأشهاد".
(٤) في س: الله سبحانه.
(٥) في الأصل، س: فقوله. والمثبت من: ط، وهو المناسب للسياق.
(٦) سورة النساء، الآية: ١٧١.
وقد ورد في الأصل: خير. وهو سهو من الناسخ.
(٧) قد: ساقطة من: س، ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>