للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به (١) جدًّا، وكلامه في غير موضع يدل على ذلك، ولهذا تجده في عامة مصنفاته في أصوله (٢) وفروعه، إذا اعتمد على قاطع فإنما هو ما يدعيه من قياس عقلي، أو إجماع سمعي، وفي كثير من ذلك ما فيه، فأما الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة وأئمتها، فهو قليل الاعتماد عليه (٣)، والخبرة به (٤)، واعتبره بما ذكره في الرد على الآجري (٥) ونحوه، من العلماء الذين صنفوا في أبواب السنة والرد على أهل الأهواء، وردوا (٦) عليهم بالسنة والآثار، وذكروا في ذلك أحاديث الصفات، فإنه قال (٧):

(اعلم أن أهل الحق نابذوا المعتزلة وخالفوهم واتبعوا السمع والشرع، وأثبتوا الرؤية والنظر، وأثبتوا الصراط والميزان، وعذاب القبر ومسألة منكر ونكير، والمعراج والحوض، واشتد نكيرهم على من ينسب إلى إنكار مأثور الأخبار، والمستفيض من الآثار (٨)، في هذه القواعد والعقائد، واتفقوا على أن الحسن والقبيح (٩) في أحكام التكليف والإيجاب والخطر لا يدرك عقلًا، والمرجع في جميعها إلى موارد الشرع


(١) في ط: بها.
(٢) في الأصل: أصول. والمثبت من: س، ط.
(٣) في ط: عليها.
(٤) في ط: بها.
(٥) في هامش س: كلام أبي المعالي الجويني في الرد على أبي بكر الآجري.
(٦) في ط: وقد ردوا.
(٧) القائل: أبو المعالي الجويني، ولم أقف عليه في الشامل، والإرشاد، والعقيدة النظامية، ولمع الأدلة، وكلها له.
وقد أورده القرطبي في "الأسنى في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى" -مخطوط- اللوحة: ٢٥٣، ٢٥٤. وسوف أقابل على ما في "الأسنى".
(٨) في الأسنى: في الآثار.
(٩) في الأسنى: القبح والحسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>