للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعدم التشاغل به، أو أن يكون سلف الأمة وأئمتها أعرضوا عن شيء من كتاب الله، لا سيما الآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته، فما منها آية إلا وقد روى الصحابة فيما يوافق معناها ويفسره (١) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وتكلموا في ذلك بما لا يحتاج معه إلى مزيد، كقوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ} (٢).

فإن المتأخرين، وإن كان فيهم من حرف، فقال: بقبضته، بقدرته، ويمينه (٣): بقوته، أو بقسمه أو غير ذلك، فقد استفاضت الأحاديث الصحيحة التي رواه خيار الصحابة وعلماؤهم، وخيار التابعين وعلماؤهم، بما يوافق ظاهر الآية، ويفسر المعنى، كحديث أبي هريرة المتفق عليه (٤)، وحديث عبد الله بن عمر -المتفق عليه (٥) - وحديث ابن مسعود في قصة الحبر (٦) -المتفق عليه- وحديث ابن عباس الذي رواه


(١) في ط: يفسروه.
(٢) سورة الزمر، الآية: ٦٧.
(٣) في ط: قبضته قدرته وبيمينه.
(٤) ولفظه: أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض".
صحيح البخاري ٦/ ٣٣ - كتاب التفسير- تفسير سورة الزمر- باب قوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. .} الآية.
(٥) روى مسلم عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يطوي الله -عزَّ وجلَّ- السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك. أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله. ثم يقول: أنا الملك. أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ".
صحيح مسلم ٤/ ٢١٤٨ - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم- كتاب صفة القيامة والجنة والنار- الحديث / ٢٤.
(٦) في الأصل، ط: الخبر. وهو تصحيف. والمثبت من: س، وصحيح البخاري. فقد أخرج البخاري عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>