للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وخلق من الطِّينِ الأَرضِينَ وخَلَقَ مِنَ الزَّبَد الجِبَالَ» (١).

قال أبو سعيد رحمه الله: ففي ما ذكرنا من كتاب الله - عز وجل -، وفي هذه الأحاديث؛ بيان بَيِّنٌ أنَّ العرشَ كان مخلوقًا قَبْل ما سِوَاهُ من الخلْق، وأن ما ادَّعى فيه هؤلاء المُعَطِّلة تكذيبٌ بالعرش، وتَخَرُّصٌ بالباطل.

ولو شِئْنَا أَنْ نَجْمَعَ في تَحقِيقِ العَرشِ كثيرًا من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابهِ والتابعينَ لجَمَعْنَا، ولَكِن عَلِمْنَا أَنُّه خَلَص عِلمُ ذلك والإيمانُ بِهِ إلى النِّساءِ والصِّبيانِ، إلاَّ إِلَى هذه العصابة الملحدة في آيات الله، طَهَّرَ الله منهم بلادَه، وأَرَاحَ منهم عِبَادَه!

* * *


(١) هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عبد الله بن صالح المصري، ثم هذا الإسناد فيه انقطاع بين الحُبُلِّي والراويين عنه، فإن رشدين بن سعد؛ ولد سنة مائة وعشرة، وابن لهيعة؛ ولد سنة خمس وتسعين، بينما مات الحبلي سنة مائة، فكان ابن لهيعة يوم مات الحبلي ابن خمس سنين، ورشدين بن سعد لم يكن ولد بعد، ثم تأكد عندي ذلك؛ حيث وجدت الذهبي رحمه الله قد ذكر هذا الأثر في العلو (٢٩٨)، وجعل بين الحبلي وبينهما؛ عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُمَ الإفريقي، والأثر قد ذكره الذهبي في العلو كما مر، والسيوطي في الدر المنثور (١/ ٢٣٣) وعزاه للدارمي في الرد على الجهمية، وذكره ابن تيمية أيضا في بغية المرتاد (١/ ٢٩٦)، لكن بنفس إسناد الدارمي، أي دون ذكر عبد الرحمن الإفريقي، فالله أعلم بالصواب.

<<  <   >  >>