للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(٩١) حَدَّثَنَا يَحْيَى الحِمَّانِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ [٢٤/ظ]، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لما قدم جَعْفَرٌ من الحَبَشَةِ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَعْجَبُ مَا رَأَيْتَ بِالحَبَشَةِ»؟ قَالَ: رَأَيْتُ امْرَأَةً عَلَى رَأْسِهَا مِكْتَلٌ فِيهِ طَعَام، فجَاء فَارِسٌ فَأَذْرَاهُ، فَجَلَستْ تَجْمَعُهُ، ثُمَّ التَفَتَتْ، ثُمَّ قَالَتْ: وَيْحَك! كَيفَ تَصْنَعُ لَوْ قَدْ وَضَعَ المَلِكُ كُرْسِيَّهُ، فَأَخَذَ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ؟ فَضَحِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَجِبَ مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ: «مَا قَدَّسَ اللهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهَا مِنْ شَدِيدِهَا غَيْرَ مُتَعْتَعٍ» (١).


(١) حسن، وقد اختلف على عطاء بن السائب في هذا الحديث، فرواه خالد بن عبد الله الواسطي، عنه، عن ابن بريدة، عن أبيه، به كما عند المصنف هنا.
ورواه منصور بن أبي الأسود الكوفي، عنه، عن، محارب بن دثار، عن ابن بريدة، عن أبيه، به. كما أخرجه الطبراني في الأوسط (٥٢٣٤)، والبزار (١٠/ ٣٣٤)، والحربي في غريب الحديث (١/ ٢٥١)، وغيرهم من طرق عن منصور بن أبي الأسود، به. وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عطاء بن السائب إلا منصور بن أبي الأسود، ولا نعلم له عن بريدة = ... = طريقا غير هذا الطريق». قلت: لا.
ورواه عمرو بن أبي قيس الكوفي، عنه، عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة، عن أبيه، به. كما أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (٥٨٢)، من طريق عمر بن أبي قيس، به.

قلت: وعطاء بن السائب كان قد اختلط بأخرة، وخالد بن عبد الله الراوي عنه هنا قد نص البخاري أنه روى عنه بعد الاختلاط، أما منصور بن أبي الأسود، وعمرو بن أبي قيس فلم ينص عليهما أحد، وهذا غير كاف في إثبات سماعهما منه قبل الاختلاط، لكن هناك أمر آخر أن الذين وصفوا عطاءًا بالاختلاط ذكروا أن الذين سمعوا منه في حال الاختلاط البصريون حين قدم عليهم في آخر حياته، ومنصور بن أبي الأسود، وعمرو بن أبي قيس، كلاهما كوفي، وقد اتفقا في روايتهما عنه كما ترى.
وبما مر آنفا وبما ذكرناه فالحديث حسن إن شاء الله تعالى.

<<  <   >  >>