للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن تنقضي الدنيا في ذلك الوقت فهذا مما لا دلالة لهم عليه، فإنما هو ظن والظن كذب الحديث وبالله التوفيق.

وكل ما قلته في قول الهند والسيارة لكل نجم ألف سنة أو أنه إثنا عشر ألف سنة بعد البروج، لكل برج ألف سنة، لأن هذا الحكم وإن كان ملائماً لوضع الأفلاك والكواكب، فقد يجوز، إذاً بعض الآلاف أن يحدث قطع كالإنسان الذي يمكن أن يبقى لكل طبيعة من الطبائع الأربع التي فيه مدة من المدد، إلا أنه إذا مرت به قسمة بعضها، انقطع عمر، فلم تبلغ قسمة ما بقى منها، فهذا من أصلهم مما يعارضون به، فيلزم أن يخبروا حدوث مثل ذلك على عمر العالم والله الموفق.

ويقال لهم أن الكواكب مختلفة الأحوال، مختلفة القوى، متفاوتة الأجرام، وأقدارها وبعضها سفلية. فلم جعلتم للكواكب السفلى من السنين مثل ما جعلتموه للعلوي الكبير، ولم كان الذي يصيب كل كوكب أو كل برج ألف سنة دون أن يكون ذلك أقل أو أكثر. ومال الدلالة القاطعة بهذا والموجبة له، فلا يجدون إلى إقامتها سبيلا. وفي ذلك ما أبان أنه ليس في هذا الباب شيء يجوز القطع به، وليس إلا أن يفوض العلم فيه إلى الله جل ثناؤه كما جاء به القرآن وبالله التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>