للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتأجلونه))، وقال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما: ((إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه))، وقال علي - رضي الله عنه -: ((من كفر بحرف منه؛ فقد كفر به كله))، واتفق المسلمون على عد سور القرآن، وآياته، وكلماته، وحروفه، ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة، أو آية، أو كلمة، أو حرفاً متفقاً عليه: أنه كافر؛ وفي هذا حجة قاطعة على أنه حروف.

الشرح

قوله: ((ومن كلام الله تعالى: القرآن العظيم، وهو كتاب الله المبين، وحبله المتين، وصراطه المستقيم، وتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلب سيد المرسلين، {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء:١٩٥]، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود)): بعد أن ذكر المؤلف -رحمه الله- ما يجب اعتقاده في كلام الله؛ وأنه سبحانه متكلم حقيقة بكلام حقيقي، يسمعه من قرب ومن بعد، ويسمعه من شاء الله من عباده، ذكر بعد ذلك ما يجب اعتقاده في القرآن، وأن القرآن من كلام الله، فكلام الله ليس محصوراً في القرآن، فالتوراة والإنجيل وغيرها من الكتب كلها من كلام الله، والله - عز وجل - لم يزل متكلماً، فالقرآن كلام الله، منزل من عند الله غير مخلوق، خلافاً للجهمية، نزل بلسان عربي مبين، على قلب سيد المرسلين، كما قاله الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء:١٩٢ - ١٩٥].

ومن صفات هذا القرآن: أنه الهادي إلى الصراط المستقيم،

<<  <   >  >>