للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو حبل الله المتين؛ الذي من تمسك به نجا، كما قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:١٠٣]، وقيل في الحبل: أنه القرآن (١).

قوله: ((وهو سور محكمات، وآيات بينات، وحروف وكلمات، من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات (٢)، له أول وآخر، وأجزاء وأبعاض)): القرآن أربعة عشر ومئة سورة، وهذه السور مشتملة على آيات، وحروف وكلمات، وله أول وآخر، أوله سورة الفاتحة، وآخره سورة الناس، وله أجزاء وأبعاض، فالسورة الواحدة بعض القرآن، كما أن الآية بعض السورة، والكلمة بعض الآية.


(١) قال ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير (١/ ٤٣٢): ((فأما الحبل؛ ففيه ستة أقوال، أحدها: أنه كتاب الله القرآن، رواه شقيق عن ابن مسعود، وبه قال قتادة والضحاك والسدي)).
(٢) يشير إلى ما رواه عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أعربوا القرآن؛ فإن من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات، وكفارة عشر سيئات، ورفع عشر درجات))، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٢٤٤ - ح ١١٦٥٥): ((رواه الطبراني في الأوسط، وفيه نهشل وهو متروك))، وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة برقم (٢٣٤٨) وقال: ((موضوع ... وقد روي الحديث من طرق أخرى عن ابن مسعود وغيره بألفاظ قريبة من هذا، ويزيد بعضهم على بعض، ولا يصح شيء منها، وبعضها أشد ضعفاً من بعض))، ولكن جاء عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: {آلم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف))، رواه الترمذي في جامعه برقم (٢٩١٠)، وقال: ((هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه))، وصححه الألباني.

<<  <   >  >>