للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: ((ونزول عيسى بن مريم - عليه السلام - فيقتله)): وهو المسيح ابن مريم، وهو مسيح الهدى، وذاك مسيح الضلالة، فيقتل مسيحُ الهدى مسيحَ الضلالة، كما ثبت في الأحاديث الصحاح (١)، حيث يخرج الدجال، ويعيث في الأرض ما شاء الله (٢) فإذا أراد الله إهلاكه نزل المسيح ابن مريم من السماء فيقتله.

ومن الأمور التي يجب الإيمان بها: أن الله رفع عيسى ابن مريم إليه، كما قال الله تعالى: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء:١٥٨]، وأنه ينزل في آخر الزمان، كما أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((والذي نفسي بيده؛ ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع


(١) من ذلك ما رواه مسلم في صحيحه برقم (٢١٣٧) من حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فبينما هو -أي: الدجال- كذلك، إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرُودَتَين، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله)).
(٢) كما روى مسلم في صحيحه برقم (٢١٣٧) من حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنه خارج خلة بين الشام والعراق، فعاث يميناً وشمالاً، يا عباد الله فاثبتوا، قلنا: يا رسول الله! وما لبثه في الأرض؟ قال أربعون يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم)).

<<  <   >  >>