للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه هذه الأمة ممن كان على دين الله، مستقيماً على شرع الله، أما من ارتد أو زاغ عن صراط الله وعن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه يذاد عنه ويصد عنه، ويمنع من الورود كما تواترت بذلك سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - (١).

قوله: ((والصراط حق، يجوزه الأبرار، ويزل عنه الفجار)): والصراط: جسر منصوب على متن جهنم، يمر عليه الناس ويعبرون، ويسير الناس عليه على قدر أعمالهم، وجاء وصف ذلك في الأحاديث الصحاح، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجاويد الخيل، ومنهم من يمر كركاب الإبل، ومنهم من يعدو، ومنهم من يمشي، ومنهم من يزحف، فناج مسلَّم، ومكدوس في النار (٢).


(١) جاء ذلك في عدة أحاديث منها ما رواه البخاري في صحيحه برقم (٦٥٨٢) -واللفظ له- ومسلم في صحيحه برقم (٢٣٠٤) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليردن علي ناس من أصحابي الحوض، حتى عرفتهم اختلجوا دوني؛ فأقول: أصيحابي! فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك)).
(٢) روى البخاري في صحيحه برقم (٧٤٣٩) ومسلم في صحيحه برقم (١٨٣) واللفظ له من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم سلم، قيل يا رسول الله! وما لالجسر؟ قال: دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب، وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم)).

<<  <   >  >>