للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التعليق

أخبر الله - تعالى - بأن له الأسماء الحسنى: " ولله الأسماء الحسنى " [الأعراف: ١٨٠] في مواضع من القرآن (١) , ففي ذلك دلالة على:

١ - أنَّ له أسماء.

٢ - وأن هذه الأسماء حسنى.

وحسنى أفعل تفضيل , لأن أهل اللغة يقولون: حسنى مؤنث أحسن (٢) , فأسماؤه حسنى , وهذا أكمل من أن يقال: إن أسماءه حسنة , لأن هذا لا يعطي معنى حسنى , فحسنى تدل على الحسن وكماله , فأسماؤه أحسن الأسماء , فلا بد أن يكون حسنها هو الغاية التي ليس فوقها غاية.

وفي هذه الآية رد على:

١ - الجهمية؛ نفاة الأسماء مطلقًا.

٢ - وعلى المعتزلة؛ نفاة المعاني الذين ينفون معاني الصفات , لأنها إذا كانت لا تدل على صفات لم تكن حسنى , أفتكون حسنى لألفاظها فقط؟!

فعند الجهمية هذه الأسماء التي في القرآن وفي السنة ليست أسماءً لله , وإضافتها إليه مجاز , وهي أسماء لبعض المخلوقات.

وعند المعتزلة: هي أسماء لله , لكن لا تدل على معان , فعلى مذهبهم لا فرق بين عزيز وحكيم ورحيم وقدير , فكلها تدل على الذات , ولا تدل على إثبات صفات , ولهذا يقال: إنها على مذهبهم أعلام محضة , بمعنى: خالصة،


(١) سبقت الإشارة إليها في صفحة (١٦).
(٢) لسان العرب (١٣/ ١١٦)، النحو الوافي (٣/ ٤١٣)، وانظر: معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى (٣١١)، وأسماء الله الحسنى للغصن (٦٧).

<<  <   >  >>