للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالقاعدة عند أهل السنة والجماعة معروفة، وهي إجراء آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل.

وقد تقدم الكلام على هذا مستوفًى في قواعدِ نصوص الصفات؛ والحمد لله رب العالمين.

التعليق

هذا الحديث الأخير ذكره شيخ الإسلام في التدمرية وفي مواضع أخرى (١) , وبَيَّنَ أن بعض الناس يقول: إن ظاهر هذا الحديث معنى فاسد , وأنه لا بد من تأويله , وَيَرُدُّ الشيخ بقوله: إن الحديث ليس ظاهره المعنى الفاسد , الحديث مُفَسَّر وإذا كان مُفَسَّرًا لم يجز أن يقال: إن ظاهره معنى فاسد.

نعم لو جاء الحديث: "عبدي مرضت فلم تعدني، عبدي استطعمتك فلم تطعمني " وفي لفظ: " عبدي جعت فلم تطعمني " " عبدي استسقيتك فلم تسقني " لقلنا: يصح أنْ يُقال: إن ظاهره معنى فاسد , لكن الحديث ما جاء هكذا (٢) , وأنا أقول للتقريب: لو قال قائل: إن ظاهر الآية " فويل للمصلين " [الماعون] تهديد ووعيد للمصلين , لكان مبطلًا , فليس هذا هو ظاهر الآية , لأن الآية موصولة " الذين هم عن صلاتهم ساهون " [الماعون] فهذا فيه تهديد ووعيد للساهين عن صلاتهم، لا تهديد ووعيد للمصلين.

إذن؛ الآية ليس ظاهرها ذلك المعنى الفاسد؛ فكذلك الحديث ,


(١) التدمرية (٢١٦ - ٢١٩)، وتقدمت الإشارة إلى بعض هذه المواضع.
(٢) أي: أنَّ الحديث لم يأتِ هكذا فقط دون زيادة؛ فتكملة الحديث أوضحت المعنى، والله أعلم.

<<  <   >  >>