للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رحيم " , " العليم الحكيم " , " العزيز الحكيم " , " العزيز الرحيم " , " اللطيف الخبير " , " الغني الحميد " , ويذكر في بعض المواضع اسمًا واحدًا وفي مواضع يقرن بين اسمين , وفي بعض الآيات سرد لعدد منها كآيات آخر سورة الحشر فقد تضمنت أربعة عشر اسمًا من أسمائه - سبحانه وتعالى - , وليس لها نظير في سائر سور القرآن , والله - تعالى - كثيرًا ما يذكر أسماءه متفرقة في نهاية الآيات (١).

ثم يذكر الشيخ ما قد يظنه بعض الناس دليلًا على الحصر وهو حديث: " إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة " (٢) فقد يظن بعض الناس أنَّ أسماء الله تسعة وتسعون، وليس كذلك , فهذه الصيغة لا تدل على الحصر , لو كان الحديث: " إن لله تسعة وتسعين اسمًا " وسكت، فربما دل على الحصر , ولكن جاءت هذه الأسماء موصوفة بقوله: " من أحصاها دخل الجنة ".

وجملة (من أحصاها دخل الجنة) إما أن تكون:

١ - صفة للأسماء وهو أظهر.

٢ - وإما أن تكون خبرًا , بمعنى: إن لله تسعة وتسعين اسمًا من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة.

ولنضرب على هذا مثلًا - وهو كلام يعقله أهل اللسان -: فإذا قال قائل: عندي مائة فرس أعددتها للجهاد , فلا يدل على أنه ليس عنده سواها , أو عندي مائة درهم جعلتها صدقة لا ينفي أن يكون عنده غيرها.

ولم يصح عن النبي - عليه الصلاة والسلام - تعيين هذه الأسماء , وجاء في بعض روايات هذا الحديث: " إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا


(١) وذكر في شرح الرسالة التدمرية (ص ٢٨٥) أنَّ أكثر الأسماء التي عَلَّمَنَا الله - تعالى - هي في القرآن.
(٢) سبق تخريجه قريبًا في صفحة (...).

<<  <   >  >>