للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحدًا من أحصاها دخل الجنة "، وسَرَد ما في سورة الحشر وأتبعها بأسماء كثيرة حتى بلغت تسعة وتسعين اسمًا , لكن المحققين من أهل الشأن قالوا: إن هذا ليس بصحيح؛ بل هو كلام مدرج , وهي مأخوذة من القرآن , وبعضها من الحديث , وبعضها لا إشكال فيه , وبعضها فيه إشكال في عَدِّه من الأسماء , وبناء على هذا اجتهد جمع من أهل العلم في جمع أسماء الله من القرآن والحديث , وعنوا - أيضًا - بشرح الأسماء , ومن مقاصد الشيخ في هذه الرسالة - أيضًا - جمع ما ظهر له من القرآن والسنة - كما ذكر - , ومع ذلك يبقى الأمر كما هو , ومن جمع شيئًا منها لا يمكن الجزم بأن هذه هي الأسماء التي عناها النبي - صلى الله عليه وسلم - , فهذا لا يجوز.

والشيخ - رحمه الله - لم يتوجه له ذكر الأسماء المركبة مثل: أسرع الحاسبين، ورب العالمين، وخير الرازقين، وخير الناصرين، وأرحم الراحمين وما أشبه ذلك , والظاهر: أنها أظهر في الدلالة على الرب - سبحانه وتعالى - من بعض الأسماء المفردة , فتجد كثيرًا من الأسماء المفردة يسمى بها بعض المخلوقات , لكن أرحم الراحمين، ذو الجلال والإكرام، خير الغافرين هذه لا تطلق إلا على الله وحده (١).

والشيخ رتب ما ذكره من الأسماء على حروف الهجاء فبدأ بالهمزة (الله , الأحد , الأعلى ...)، وهذا المنهج الذي اختاره الشيخ قد يكون غيره أولى منه , فجمْع الأسماء المتناسبة كـ (العلي والأعلى) أولى من تفريقها من وجه.

أما اسمه (الله) فهو أخص الأسماء به وأجمع الأسماء , والصحيح: أنه مشتق أي أن له دلالة , فهو اسم وصفة , فهو ذو الألوهية


(١) مجموع الفتاوى (٢٢/ ٤٨٥).

<<  <   >  >>