للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التعليق

تقدم في القاعدة السابقة: أن الله موصوف بالإثبات والنفي , أو أن صفاته نوعان: ثبوتية وسلبية؛ والسلبية نسبة إلى السَّلب , وهو معنى النفي , فسواءً قلنا: إن الله موصوف بالإثبات والنفي، أو موصوف بصفات ثبوتية وسلبية؛ فالمعنى واحد.

فهو موصوف بإثبات صفات الكمال، وكل ما وصف الله به نفسه فهو صفة كمال بما في ذلك الصفات السلبية أيضًا , أما الثبوتية فأمرها ظاهر , وأما الصفات السلبية فإنها متضمنة للكمال , لأنها متضمنة لإثبات أضدادها , فكل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله من النفي فإنه متضمن لإثبات كمال ضد ما نفاه - كما تقدم هذا المعنى -.

لكن الإثبات في الغالب يأتي مفصلًا، يعني فيه تعداد وتفصيل في الأسماء الحسنى والصفات لأنه إثبات محامد وكمالات، وأما في النفي فالغالب فيه الإجمال كقوله: " ليس كمثله شيء " [الشورى: ١١] , وقد يأتي مفصلًا:

١ - للرد على المفترين - كما قال الشيخ -.

٢ - أو يأتي من أجل دفع توهم نقص في مقام من المقامات كقوله: " وما مسنا من لغوب" [ق: ٣٨] لما ذكر خلقه للسماوات والأرض في ستة أيام , ففي ذلك تأكيد لكمال قدرته - سبحانه وتعالى -، وأنه لا يلحقه كلال ولا إعياء مع عظيم فعله , ومثله: " الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم " [البقرة: ٢٥٥] فنفي السنة والنوم متضمن لكمال الحياة والقيام.

<<  <   >  >>