للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويمكن أن يستدل للقائلين بوجود ملك موكل رؤيا بالنصوص العامة التي ثبت حفظ الملائكة لنبي آدم، وأن للملك لمة وهي إيعاد الخير، فمن ذلك.

(أ) ما أخرجه الترمذي والنسائي وابن حبان وابن جرير (١) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للشيطان لمة بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد الشر، وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك، فليعلم أنه من الله، فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قرأ: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} [البقرة: ٢٦٨]» الآية.

(ب) أخرج الإمام أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه والدارمي في سننه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من


(١) جامع الترمذي في التفسير (٢٩٩١) وقال حديث حسن غريب، وفي بعض النسخ، حسن صحيح غريب، والنسائي في الكبرى (٦/ ٣٠٥) وموارد الظمآن في زوائد ابن حبان (٤٠) وابن جرير في تفسيره (٦١٧٠) من قول ابن مسعود موقوفًا وسند الطبري صحيح وانظر تخريج زاد المعاد (٢/ ٤٦٠).
وضعفه الألباني كما في مشكاة المصابيح (٧٤) وضعيف الجامع الصغير (١٩٦٣) وفي سنده عطاء بن السائب وقد رُمي بالاختلاط في آخر عمره فمن سمع منه قديمًا فحديثه صحيح وقد استظهر أحمد شاكر رحمه الله من مجموع كلام أئمة الجرح والتعديل أن اختلاطه كان من حين قدم البصرة، وعطاء كوفي والراوي عنه في هذا الحديث أبو الأحوص كوفي أيضًا، فالظاهر أنه سمع منه قبل الاختلاط، وانظر الكواكب النيرات (ص٦١) والتهذيب (٧/ ٢٠٣) وجامع الأصول (٢/ ٥٨).

<<  <   >  >>