للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَصُرت كزمن المهدي وعيسى عليه السلام (١).

٥ - أن المراد تقارب أحوال أهله في قلة الدين، حتى لا يكون منهم من يأمر بمعروف وينهى عن منكر، لغلبة الفسق، وظهور أهله، وذلك عند ترك طلب العلم خاصة، والرضا بالجهل، وذلك لأن الناس لا يتساوون في العلم، فدرجات العلم تتفاوت (٢) كما قال تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: ٧٦].

قال ابن أبي جمرة (٣) رحمه الله: (يحتمل أن يكون المراد بـ"تقارب الزمان" قصرَه على ما وقع في الحديث «لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر» وعلى هذا فالقصر يحتمل أن يكون حسيًا، ويحتمل أن يكون معنويًا.

أما الحسي: فلم يظهر بعد، ولعله من الأمور التي تكون قرب قيام الساعة وأما المعنوي؛ فله مدة منذ ظهر، يعرف ذلك أهل العلم الديني، ومن له فطنة من أهل السبب الدنيوي، فإنهم يجدون أنفسهم لا يقدر أحدهم أن يبلغ من العلم قدر ما كانوا يعملونه قبل ذلك، ويشكون ذلك، ولا يدرون العلة منه،


(١) المهدي: إتحاف الجماعة بأشراط الساعة للشيخ التويجري (١/ ٤٩٧) وأشراط الساعة (١٥٧) ليوسف الوابل.
وانظر: الآثار الواردة فيه وأقوال أهل العلم فيه في كتاب "الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر» للشيخ حمود التويجري وتقديم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وكتاب "الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي"، وكتاب "عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر" كلاهما لعبد المحسن بن حمد العباد. فتح الباري (١٣/ ١٦).
(٢) انظر: مختصر سنن أبي داود للمنذري (٦/ ١٤٢) وفتح الباري (١٣/ ١٦).
(٣) بهجة النفوس (٤/ ٢٥٧، ٢٥٨) وانظر: فتح الباري (١٣/ ١٧).

<<  <   >  >>