للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تبارك وتعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: ١٠٢ - ١٠٥].

وكذلك رؤيا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في قصة الحديبية قال تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ} [الفتح: ٢٧].

أما السنة فقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أول أحوال النبيين الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح (١).

أما رؤيا المؤمن فهي جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - (٢) وهي من مبشرات النبوة، وباعث خير وطمأنينة.

ولهذا جاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في شأن الرؤى، فهناك الأحاديث التي تبين أقسامها، وأن ما يراه الإنسان في منامه منه الرؤيا الحق، ومنه حديث النفس، ومنه تهاويل الشيطان، ولكل نوع علاماته وصفاته.

وهناك الأحاديث التي تبين أن الرؤيا الصالحة جزء من أجزاء النبوة، ومن مبشرات النبوة، وأحاديث تبين أن رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام حق، إذا رأه على صورته وليس ذلك مبررًا للتلقي عنه - صلى الله عليه وسلم - في المنام.


(١) سوف يأتي إن شاء الله تخريج هذه الأحاديث (٢٠٥).
(٢) سوف يأتي إن شاء الله تخريجه (٢١٦).

<<  <   >  >>