للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا يدل على أن التصوف ديانة وثنية قديمة قبل الإسلام (١).

(ز) وقيل إنه نسبة إلى لبس الصوف، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ومال إليه ابن خلدون (٢) في مقدمته، بل ورجحه كثير من المؤلفين الأوائل من المتصوفة كالسراج الطوسي (٣) وغيره وقالوا بأنهم نسبوا إلى الصوف لعدة اعتبارات منها:

١ - لأن شعارهم في اللباس الصوف، وهذا غالبًا.

٢ - ولأن الصوف يدل على الزهد والورع والتنسك، وهذا عند المتقدمين من الصوفية.

٣ - ولأنه موافق للغة (٤).

وبهذا يكون هذا التعريف هو الأقرب في الدلالة اللغوية والمعنوية.


(١) ذكر زكي مبارك هذا القول عن جماعة من المستشرقين ورده, انظر: كتاب التصوف الإسلامي (١/ ٥٢) دار الجيل لبنان.
وانظر هذا القول أيضًا في كتاب: أبحاث في التصوف، للدكتور عبد الحليم محمود (ص١٥٣) والتصوف المنشأ والمصدر (ص٣٢، ٣٣) تأليف إحسان إلهي ظهير.
(٢) هو عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون التونسي الحضرمي الأشبيلي المالكي (٧٣٢ - ٨٠٨هـ) أديب مؤرخ اجتماعي ولد ونشأ وتعلم في تونس، وتولى القضاء في مصر.
انظر ترجمته في شذرات الذهب (٧/ ٧٦، ٧٧) والأعلام للزركلي (٣/ ٣٣٠).
(٣) هو أبو نصر السراج، عبد الله بن علي الطوسي (توفي سنة ٣٧٨هـ) شيخ الصوفية يلقب بطاووس الفقراء من أشهر كتبه اللمع في التصوف الذي يعد أقدم مرجع صوفي.
انظر ترجمته في: مرآة الجنان (٢/ ٤٠٨) لليافعي، وشذرات الذهب (٣/ ٩١) لابن العماد ومعجم المؤلفين (٦/ ٨٩) والأعلام (٤/ ١٠٤).
(٤) انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (١١/ ٦) ومقدمة ابن خلدون (٢٩٥ - ٢٩٩) وكتاب اللمع (ص٢٠) وعوارف المعارف (٥/ ٦٦) المطبوع بذيل إحياء علوم الدين.

<<  <   >  >>