للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - المعرفة العقلية: وهي أيضًا معرفة غير ثابت وغير يقينية.

٣ - المعرفة الإشراقية: وهي نور يقذفه الله في الصدر، وهو مفتاح أكثر المعارف، وهذه المعرفة هي العلم اليقيني الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافًا لا يبقى معه ريب، ولا يقارفه إمكان الغلط والوهم، وهو طريق الصوفية (١).

وهذا الطريق هو الذي اختاره الغزالي بقوله: وما ارتضيه آخرًا من طريق التصوف (٢).

ويرون أن هذه المعرفة ثابتة يقينية لا يتطرق إليها الشك والغلط.

وأنها تؤخذ مباشرة من الله بلا واسطة ملك أو نبي، بل هو نور يقذفه الله في قلب من شاء (٣).

ولهذا يقول الغزالي: سئل بعض العلماء عن علم الباطن ما هو؟ فقال: هو سر من أسرار الله يقذفه الله تعالى في قلوب أحبابه لم يطلع عليه ملكًا ولا بشرًا.

ويقول كان أبو يزيد وغيره يقول: ليس العالم الذي يحفظ من كتاب، فإذا نسي صار جاهلاً إنما العالم الذي يأخذ علمه من ربه أي وقت شاء بلا حفظ ولا درس (٤).

ويقول ابن عربي: العلماء بالله لا يأخذون من العلوم إلا العلم الموهوب، وهو العلم اللدني، علم الخضر وأمثاله، وهو العلم الذي لا تعمل لهم فيه بخاطر أصلا حتى لا يشوبه شيء من كدورات الكسب (٥).


(١) انظر: المنقذ من الضلال (ص٧٥ - ١٢٩).
(٢) المصدر السابق (ص٨٠).
(٣) انظر: روضة الطالبين وعدة السالكين للغزالي (ص٤٣).
(٤) إحياء علوم الدين للغزالي (٢/ ١٣٨٠، ١٣٨١).
(٥) الفتوحات المكية (١/ ٥٨٢).

<<  <   >  >>