للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غداة: «إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني (١) وإنهما قالا لي: انطلق: وإني انطلقت معهما» فذكر الحديث وفيه قال:

«فانطلقا فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه (٢) إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه»، قال: وربما قال أبو رجاء فيشق، قال: «ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى، قال: قلت سبحان الله ما هذان؟ قال لي: انطلق انطلق، فانطلقنا» .. ثم ذكر في آخر الحديث.

«وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق» .. الحديث (٣).

وفي رواية للبخاري أيضًا: «الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يحدث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة» (٤).


(١) قال الجوهري في الصحاح بعثه وابتعثه أي أرسله، قال الحافظ في الفتح (١٢/ ٤٤١) قال ابن هبيرة معنى ابتعثاني أيقظاني، ويحتمل أن يكون رأى في المنام أنهما أيقظاه فرأى ما رأى في المنام ووصفه بعد أن أفاق على أن منامه كاليقظة، لكن لما رأى مثالاً كشفه التعبير دل على أنه كان منامًا.
(٢) يشرشر: أي يقطع وشدقه أي جانب الفم فتح الباري (١٢/ ٤٤٢).
(٣) البخاري مع شرحه فتح الباري (١٢/ ٤٣٨) وسبق تخريج اللفظ الأول من الحديث ص (٢٣).
(٤) صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري (٣/ ٢٥١) (١٠/ ٥٠٧).

<<  <   >  >>