للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يرى في المنام، وهو فعلي، وقد يخفف فيه الهمزة فيقال بالواو» (١).

والألف فيها للتأنيث ولذلك لم تنصرف (٢).

المسألة الثانية: الرؤى اصطلاحًا

إذا عرفنا أن الرؤى في اللغة جمع رؤيا، وهي ما يراه الإنسان في منامه، فإننا لا نجد فرقًا بين المعنى اللغوي، والمعنى الاصطلاحي، وإنما اختلف الناس في بيان كيفية هذه الرؤى وحقيقتها اختلافًا عظيمًا {فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: ٢١٣].

وسبب اختلافهم في حقيقة الرؤيا، هو إعراضهم عن الكتاب والسنة، ومحاولة الوقوف على أمور لا تدرك بالعقول.

قال المازري (٣) رحمه الله: «كثر كلام الناس في حقيقة الرؤيا، وقال فيها غير الإسلاميين أقاويل كثيرة منكرة، لما حاولوا الوقوف على حقائق لا تعلم بالعقل، ولا يقوم عليها البرهان، وهم لا يصدقون بالسمع، فاضطربت لذلك مقالاتهم» (٤).


(١) معجم مفردات ألفاظ القرآن (١٨٨) تحقيق: نديم المرعشلي، دار الفكر، بيروت.
(٢) انظر: المصباح المنير، تأليف أحمد بن محمد الفيومي (٢٤٧) المكتبة العلمية، بيروت.
(٣) هو الشيخ الإمام العلامة البحر المتقن، أبو عبد الله، محمد بن علي المازري (٤٥٣ - ٥٣٦) من فقهاء المالكية، وينسب إلى مازر بجزيرة صقلية، مصنف كتاب المعلم بفوائد مسلم" و"الكشف والإنباء في الرد على الإحياء للغزالي" أخذ عنه القاضي عياض. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (٢٠/ ١٠٤ - ١٠٧) ووفيات الأعيان (٣/ ٤١٣) وشذرات الذهب (٤/ ١١٤).
(٤) المعلم بفوائد مسلم (٣/ ١١٥) تقديم وتحقيق: محمد الشاذلي النيفر، دار العرب الإسلامي، بيروت الطبعة الثانية (١٩٩٢) م.

<<  <   >  >>