للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على إصابة الصواب في تعبير المنام، ليتوصل بذلك إلى مراد الله فيما ضربه من المثل، فإذا أصاب فلا ينبغي أن يسأل غيره، وإذا لم يصب فليسأل الثاني، وعليه أن يخبره بما عنده، ويبين ما جهل الأول" (١).

ويقول الطحاوي (٢)، رحمه الله في كتابه مشكل الآثار.

باب بيان مشكل ما روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت، ثم ساق الحديث ثم قال: فسأل سائل: عن معنى قوله: «الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر» ما هو؟

فكان جوابنا له في ذلك: أنه قد يحتمل أن يكون الرؤيا قبل أن تعبر معلقة في الهواء غير ساقطة وغير عاملة شيئًا حتى تعبر، فإذا عبرت عملت وحينئذ ذكرها بأنها على رجل طائر أي أنها غير مستقرة.

فقال هذا القائل: فقد عبر أبو بكر حديث الظلة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا» فكان معقولا أن ما كان من ذلك خطأ غير عامل فيما عبر من تلك الرؤيا ما عبره منها عليه.

والجواب في ذلك أن العبارة إنما يكون عملها في الرؤيا إذا عبرت بها إنما يكون تعمل إذا كانت العبارة صوابًا، أو كانت الرؤيا تحمل وجهين اثنين، واحد منهما أولى بها من الآخر، فتكون معلقة على العبارة التي


(١) فتح الباري (١٢/ ٤٣٢).
(٢) هو أبو جعفر، أحمد بن محمد سلامة بن سلمة بن عبد الملك الأزدي الطحاوي نسبة إلى طحا قرية من قرى الصعيد بمصر (٢٣٩ - ٣٢١ هـ) عاصر الأئمة من الحفاظ من أصحاب الكتب الستة.
انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (١٥/ ٢٧ - ٣٣) والبداية والنهاية (١١/ ١٨٦).

<<  <   >  >>