للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلقائه وتشويشاته وتلاعبه ووسوسته وتحزينه للإنسان، كما دلت على ذلك الأحاديث الكثيرة في نسبتها إلى الشيطان وبيان عداوته للإنسان (١).

وهذا التفريق بين الرؤيا والأحلام من الاصطلاحات الشرعية، وإن كان كل من الرؤيا والحلم من عند الله عز وجل، وإنما ذلك جار على أدب العبودية من إضافة الخير إلى الله وإضافة الشر إلى غيره (٢)، كما قال تعالى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: ٧٩].

وكقوله عن الجن: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [الجن: ١٠].

وكقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعاء الاستفتاح: «والخير كله بيديك والشر ليس إليك» (٣).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وقد علم الصحابة رضي الله عنهما أن ما خالف الشرع والدين فإنه يكون من النفس والشيطان، وإن كان بقضاء الله وقدره (٤).


(١) ويأتي إن شاء الله بيان هذا العداوة عند التحدث عن أقسام الرؤيا.
(٢) انظر: شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر، لابن القيم رحمه الله (١٧٨ - ٢٠٦) وشرح العقيدة الطحاوية (٣٦٤ - ٣٦٦) طبعة المكتبة الإسلامية تخريج الألباني والجواب المختار لابن عثيمين (٣٨).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه (١/ ٥٣٤) (٧٧١) وأبو داود (٧٦٠) والترمذي (٣٤١٧) والنسائي (٢/ ١٣٠) من حديث علي رضي الله عنه.
(٤) منهاج السنة (٥/ ١٨٣) تحقيق: محمد رشاد سالم، من مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

<<  <   >  >>