للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المسألة الثانية: الفرق بين الرؤيا والرؤية]

الرؤيا مصدر رأى، وهي مختصة بما يراه الإنسان في منامه، أما الرؤية فهي مصدر رأي كذلك، إلا أنها مختصة بما يراه الإنسان في اليقظة.

قال في القاموس المحيط (الرؤية: النظر بالعين وبالقلب) (١).

وقال في الصحاح: (الرؤية بالعين تتعدى إلى مفعول واحد، وبمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين، يقال رأى زيدًا عالمًا، ورأى رأيا ورؤية (٢).

فالرؤية هي النظر بالعين في اليقظة، والرأي بالقلب.

وفرق بين الرؤيا والرؤية بتاء التأنيث مكان ألف التأنيث للفرق بين ما يراه النائم وما يراه اليقظان، ونظير ذلك القربة والقربى، فالقربة للتقرب المعنوي بعبادة الله إليه، والقربى للتقرب النسبي (٣).

قال في الكشاف: (الرؤيا بمعنى الرؤية، إلا أنها مختصة بما كان منها في المنام دون اليقظة، فلا جرم فرق بينهما بحرف التأنيث فيها مكان تاء التأنيث كما قيل في القربى والقربة) (٤).

وقد تكون الرؤيا مصدر رأى في اليقظة، وعلى هذا تكون الرؤيا بمعنى الرؤية في اليقظة، واستعمال الرؤيا بمعنى رؤية العين ورد في القرآن الكريم وعند


(١) القاموس المحيط للفيروز آبادي (١٦٥٨).
(٢) الصحاح للجوهري (٦/ ٢٣٤٧).
(٣) انظر: لسان العرب لابن منظور (١/ ٦٦٤، ٦٦٥) وروح المعاني للألوسي (١٢/ ١٨١).
(٤) الكشاف للزمخشري (٢/ ٣٠٣) ط/ دار الفكر (١٣٩٩ هـ).
وانظر: عارضة الأحوذي، لابن العربي المالكي رحمه الله (١١/ ٢٩٤).

<<  <   >  >>