للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(والعرب تقول: رأيت بعيني رؤية ورؤيا) (١).

وقال أبو جعفر ابن جرير الطبري (٢) رحمه الله في تفسير هذه الآية: "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عني به رؤيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رأى من الآيات والعبر في طريقه إلى البيت المقدس ليلة أسري به.

قال: وإنما قلنا: ذلك أولى بالصواب، لإجماع الحجة من أهل التأويل على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك، وإياه عنى الله - عز وجل - بها (٣).

وزعم بعضهم أن الآية حجة لمن قال إن الإسراء كان منامًا لأن الله عز وجل سماها رؤيا والرؤيا إنما تختص بالمنام (٤).

وتعقب من قال ذلك، ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره بالرد والإنكار بأن ذلك خلاف سياق القرآن وذكر من الأدلة على رده بعض ما تقدم والله أعلم (٥).


(١) تفسير البغوي (٣/ ١٢) دار المعرفة، بيروت.
(٢) محمد بن جرير (٢٢٤ - ٣١٠) الإمام العالم المجتهد، صاحب كتاب التفسير والتاريخ وغيرها، روى عن أمد بن منيع وعنه أبو القاسم الطبراني، انظر: سير أعلام النبلاء (١٤/ ٢٦٧) والبداية والنهاية (١١/ ١٤٥ - ١٤٧) وتاريخ بغداد (٢/ ١٦٢).
(٣) جامع البيان في تفسير القرآن (١٥/ ٧٧ - ٧٨) وفي (١٥/ ١٤) ذكر الأدلة على أن الإسراء كان يقظة ولم يكن منامًا.
(٤) ومن هؤلاء محمد بن إسحاق، انظر: المرجع السابق (١٥/ ١٣) والسيرة النبوية لابن هشام (٢/ ٥٠) وقد قيل: إن الإسراء كان مرتين مرة منامًا ومرة يقظة، وقيل: كان بروحه ولم يفقد جسده، والصحيح أنه صلى الله عليه وآله وسلم أسري بجسده في اليقظة، انظر: شرح الطحاوية (١٧٤، ١٧٥) تحقيق: أحمد شاكر.
(٥) انظر: جامع البيان في تفسير القرآن (١٥/ ١٤) وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/ ٢٣) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (١٢/ ٣٥٢) ويحتمل أن تكون الحكمة في تسمية ذلك رؤيا لكون أمور الغيب مخالفة لرؤيا الشهادة فأشبهت في المنام.

<<  <   >  >>