للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحالة الأولى: تعلق الروح بالجسد في بطن الأم عندما يكون جنينًا.

الحالة الثانية: تعلق الروح بالجسد بعد خروجه إلى وجه الأرض في حال اليقظة.

الحالة الثالثة: تعلق الروح بالجسد في حالة النوم، وهذا التعلق بالجسد من وجه ومفارقة من وجه (١).

الحالة الرابعة: تعلقها بالجسد في البرزخ، فإنها وإن فارقته وتجردت عنه لم تفارقه فراقًا كليًا بحيث لا يبقى لها إليه التفات البتة بل تعود إليه، فلا يوصف بأنه حي حياة دنيوية مستقرة، بل روحه متعلقة بجسده بكيفية أضعف مما هي عليه في الدنيا، ولذلك لا يدركها الناس.

قال ابن أبي العز الحنفي (٢) رحمه الله: "وقد تواترت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلا، وسؤال الملكين فيجب اعتقاد ثبوت ذلك، والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته؛ إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ولكنه يأتي بما تحار فيه العقول؛ فإن عود الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا بل تعاد الروح إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا (٣).


(١) انظر: أهوال القبور، لابن رجب الحنبلي (١٠٥، ١٠٦) تحقيق: بشير محمد عون.
(٢) هو الإمام العلامة صدر الدين محمد بن علاء الدين علي بن محمد ابن أبي العز الحنفي (٧٣١ - ٧٩٢) انظر ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ٨٧) وشذرات الذهب (٦/ ٣٢٦).
(٣) شرح العقيدة الطحاوية (٣٩٩) تخريج الألباني المكتبة الإسلامية وانظر: أهوال القبور لابن رجب رحمه الله (١٠٥) تحقيق بشير محمد عون.

<<  <   >  >>