للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشنقيطي (١) رحمه الله في كتابه أضواء البيان: «ذكر في هذه الآية الكريمة أن النوم وفاة، وأشار في موضع آخر إلى أنه وفاة صغرى وأن صاحبها لم يمت حقيقة، وأنه تعالى يرسل روحه إلى بدنه حتى ينقضي أجله، وأن وفاة الموت التي هي الكبرى قد مات صاحبها ولذا يمسك روحه عنده» (٢).

ثانيًا: قال تعالى: {اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: ٤٢].

فأخبر في هذه الآية، بتوفيها وإمساكها وإرسالها.

سئل ابن الصلاح (٣) رحمه الله عن هذه الآية، فقال المستفتي: نحب تفسيرها على الوجه الصحيح بحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصحاح أو بما أجمع أهل الحق على صحته.

فأجاب رحمه الله: «أما قوله تبارك وتعالى: {اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ ...} الآية، فتفسيره: الله يقبض الأنفس حين انقضاء أجلها بموت أجسادها فلا يردها إلى


(١) هو الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي (١٣٢٥ - ١٣٩٣هـ) مؤلف كتاب: أضواء البيان وهو من علماء المدينة المشهورين، وممن تلقى عنه خلق كثير انظر ترجمته في مقدمة تفسير أضواء البيان (١/ ٣ - ٦٤) نقلها تلميذه عطية محمد سالم.
(٢) أضواء البيان (٢/ ٢٠٠).
(٣) هو الإمام الحافظ المفتي تقي الدين أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الكردي الشهرزوري (٥٧٧ - ٦٤٣) انظر ترجمته في تذكرة الحافظ (٤/ ١٤٣٠ - ١٤٣٣) وسير أعلام النبلاء (٢٣/ ١٤٠، ١٤٤) والبداية والنهاية (١٣ - ١٧٩ - ٢٨٠) وشذرات الذهب (٥/ ٢١ - ٢٢٢).

<<  <   >  >>