للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه: أن مات على الكفر فهو في النار، ولا تنفعه قرابة المقربين.

وفيه: أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم، وغيره من الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه

عليهم» (١).

وقال الإمام القرطبي مؤكدًا على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بين من أول يوم التوحيد، وضده من الشرك والتنديد، وعاقبة كل منهما: «ولم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - من أول مبعثه إلى مماته يخبر أن من مات على الكفر مخلد في النار، ومن مات على الإيمان واتبعه وأطاعه فهو في الجنة» (٢).

فالتوحيد ما زال معلومًا بين المشركين قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم جهر به وبأحكامه من أول يوم من بعثته الشريفة، إلا أن بعض السفهاء أصروا على أن يكون التوحيد في غربة بعد بعثته، وأن صحابته الكرام ما زالوا يقعون في الشرك الأكبر واحدًا تلو الآخر، وسوف يعلمون في أرض المحشر من أولى بأطهر جيل عرفه التاريخ نحن أم هم؟!!

ولا تظن أخي القارئ أن في المسألة خلاف، فالقرآن فاصل بيننا وبينهم


(١) صحيح مسلم بشرح النووي (٣/ ٧٩).
(٢) تفسير القرطبي (١٩/ ١٨٦).

<<  <   >  >>