للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

..............................................................

ــ

والمعنى: أي شيء كائن لكم {فِي الْمُنَافِقِينَ} أي: في أمرهم وشأنهم حال كونكم {فِئَتَيْنِ} في ذلك.

وحاصله: الإنكار على المخاطبين أن يكون لهم شيء يوجب اختلافهم في شأن المنافقين ...

وقوله: {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ} معناه: ردهم إلى الكفر" (١)

وقال الإمام أبو بكر بن العربي - رحمه الله-: أخبر الله سبحانه وتعالى أن الله رد المنافقين إلى الكفر، وهو الإركاس، وهو عبارة عن الرجوع إلى الحالة المكروهة، كما قال في الروثة: إنها رجس، أي: رجعت إلى حالة مكروهة؛ فنهى الله سبحانه وتعالى أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يتعلقوا فيهم بظاهر الإيمان، إذا كان أمرهم في الباطن على الكفر، وأمرهم بقتلهم حيث وجدوهم، وأينما ثقفوهم؛ وفي هذا دليل على أن الزنديق يقتل، ولا يستتاب لقوله تعالى: {وَلاَ تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} [النساء ٨٩].

وقال الإمام أبو بكر الجصاص: وقوله تعالى {أَرْكَسَهُمْ} قال ابن عباس - رضي الله عنه - ردهم؛ وقال قتادة {أَرْكَسَهُمْ} أهلكهم.

وقال غيرهم {أَرْكَسَهُمْ} نكسهم؛ قال الكسائي: {أَرْكَسَهُمْ} وركسهم بمعنى.


(١) فتح القدير (٢/ ١٨٦)

<<  <   >  >>