للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإليك نصّ القانون من أصل كلام صاحبه.

يقول الرازي في (أساس التقديس): «الفصل الثاني والثلاثون في أن البراهين العقلية إذا صارت معارضة بالظواهر التقلية فكيف يكون الحال فيها؟.

اعلم أن الدلائل القطعية العقلية إذا قامت على ثبوت شيء، ثم وجدنا (١) أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخلاف ذلك، فهناك لا يخلو الحال من أحد أمور أربعة (٢):

(١) - إما أن يُصَدِّقَ مقتضى العقل والنقل، فيلزم تصديق النقيضين وهو محال.

(٢) - إما أن يَبْطُل، فيلزم تكذيب النقيضين وهو محال.

(٣) - وإما أن يصدق الظواهر النقلية، ويكذب الظواهر العقلية، وذلك باطل؛ لأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية إثبات الصانع وصفاته، وكيفية دلالة المعجزة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وظهور المعجزات على محمد صلى الله عليه وسلم (٣).

ولو جوَّزنا القدح في الدلائل العقلية القطعية صار العقل متهمًا غير مقبول القول، ولو كان كذلك لخرج أن يكون مقبول القول في هذه الأصول، وإذا لم تثبت هذه الأصول خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة.


(١) انظر كيف قدم العقل وإثباته للشيء، ثم عقبه بقوله: «ثم وجدنا أدلة نقلية» فالعقل أساس البحث.
(٢) كتابة الأرقام من عندنا في هذا وما بعده.
(٣) وهذا هو طريق الإيمان الوحيد عند الأشاعرة.

<<  <   >  >>