للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من طريق: إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، عن عبادة بن الصامت به بنحو منه.

وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه ابن ماجه (١/ ٨) مقدمة السنن، وابن بطة (٢٥٦ - ٢٥٧/ ٩٣) من طريق: برد بن سنان، عن أبي إسحاق بن قبيصة، عن أبيه، عن عبادة به.

فقه الأثر:

قال ابن بطة -رَحِمَهُ اللهُ- في "الإبانة" (١/ ٢٥٩ - ٢٦٥):

"فاعتبروا يا أولي الأبصار! فشتَّان بين هؤلاء العقلاء السادة الأبرار الأخيار الذين ملئت قلوبهم بالغيرة على إيمانهم، والشح على أديانهم؛ وبين زمان أصبحنا فيه وناس نحن منهم وبين ظهرانيهم -هذا عبد الله بن مغفل صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسيد ساداتهم- يقطع رَحِمَهُ، ويهجُرُ حميمه؛ حين عارضه في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحلف أيضًا على قطيعته وهجرانه، وهو يعلم ما في صلة الأقربين وقطيعة الأهلين.

وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء - سمَّاهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حكيم هذه الأمة - وأبو سعيد الخدري؛ يظعنون عن أوطانهم، وينتقلون عن بلدانهم، ويظهرون الهجرة لإخوانهم؛ لأجل من عارض حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتوقَّفَ عن استماع سُنَّتِهِ.

فيا ليت شعري! كيف حالنا عند الله -عَزَّ وَجَلَّ- ونحن نلقى أهل الزيغ صباحنا ومساءنا - يستهزئون بآيات الله، ويعاندون سنة رسول - صلى الله عليه وسلم -؛ حائدين عنها، وملحدين فيها؟! سلَّمنا اللهُ وإياكم من الزيغ والضلال" اهـ.

وقال الحافظ ابن عبد البر الأندلسي في "التمهيد" (٤/ ٨٦ - ٨٧):

"فقول عبادة: (لا أساكنك بأرض أنت بها)، وقول أبي الدرداء على ما في حديث زيد بن أسلم - يحتمل أن يكون القائل ذلك قد خاف على نفسه الفتنة لبقائه بأرض ينفذ فيها في العلم قول خلاف الحق عنده، وربما كان ذلك منه أَنَفَةَ لمجاورة من ردَّ عليه سنَّةَ علمها من سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأيه، وقد تضيقُ صدور العلماء عند مثل هذا، وهو عندهم عظيم - ردُّ السنن بالرأي.